تأملات في إنجيل ألأحد ألسابع من ألدنح (متي 7:28 -8:13 )
موسم ألدنح هو زمن كشف حقيقة من هو يسوع إبن مريم؟ وما هي مهمته؟ وكيف سيحقق غايته؟ وإنجيل أليوم يكمل هذا الإكتشاف. فهو معلم ألناموس ألكامل(ألمحبة) وهو يعلم ألبشرية بسلطانه ألإلاهي وهو موسى ألجديد ألذي سيقود شعب ألله إلى مكانته ألأصلية من خلال معجزات تجتمع كلها في معجزة ألصليب.
ألمعجزات حملت إعلانا عن محبة ألله الفائقة نحو ألإنسان، وقد إختار أنجيل متي عشرة معجزات إيجابية ليسوع بعد ألتعليم على ألجبل (موازية لعشرة معجزات سلبية لموسى) ليقدم لنا فكر ألله نحونا، وبالأخير نكتشف جوهر حقيقتنا(أولاد ألله).
أول هذه ألمعجزات هو تطهير ألأبرص أليهودي، وألثانية شفاء غلام قائد ألمئة ألروماني ألأممي.وبالرغم إنهما مختلفتان تماما، ولكنها ترمزان إلى قبول وضم ألمعزولين بسبب الخطيئة أو ألإختلاف. وبعد إلقاء عظته وتعليمه على ألجبل سنحت ألفرصة لعمل معجزة ليثبت ألعظة وليدعم كلامه بألعمل عندما ألتقى بألأبرص حالا بعد نزوله من ألجبل.
ويرى أباء ألكنيسة في تطهير هذا ألأبرص صورة رمزية وحية لتطهير كل إنسان قادم إلى كلمة ألله ألحي لينال منه تطهيرا عن خطاياه وإعادته إلى صورته ألأولى وقبوله في شراكة شعب ألله، لهذا فإن عدم ذكر مكان حدوث ألمعجزة يشير ألى كل ألبشرية. لذلك فإن كان شفاء ألأبرص يتم بواسطة كلمة ألرب، فإن إحتقار كلام ألرب هو ألبرص ألروحي.
هذا ألشخص ألأبرص يقدم لنا صورة حقيقية عن كيفية أقترابنا من ألرب بألصلاة وعن دورنا في تقبل نعمة
ًًً
ألخلاص وألتجديد . أولا جاء للسيد و سجد له قبل أن ينطق بشيء، حيث قدم ألعبادة وألشكر للرب أولا. وثانيا لم
يطلب شيئا محدداً ولكنه عرض ألامه على مخلصه وترك ألأمر بين يديه، فألأبرص يعرف سلطانه وقدرته ولكن طلب إرادته” يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني”.
أمام هذا ألإيمان مد يسوع يده ولمسه قائلا ” أريد فأطهر”. إذ ترك ألأبرص أمره بيد ربه بقدرته وإرادته وسلطانه ألطيب تجاهنا، ولكن لماذا مد ألسيد يده ولمسه، فهو قادر على شفائه بكلمة من فمه، وبألرغم من أن لكلمة ألرب سلطانا وقوة(كما فعل مع غلام قائد المئة ألروماني). لمسه لكي يعلمنا أن نحقق كلامنا بأفعالنا، فنربط صلاتنا وتسابيحنا وإيماننا بأعمال ألمحبة. لقد وهبه لمسة أليد ألمقدسة وألحنونة وألمعتنية به ألتي حرم منها بسبب برصه، وفي ألحال تركه ألبرص وفارقه ألمرض لكي ندرك أن يد ألله ألمترفقة بنا بالرغم من بشاعة خطايانا وقباحة أعمالنا، ولا توجد خطيئة مهما كانت عظيمة تستطيع أن تمنع محبة ألله من ألوصول وألتقرب إلينا. لقد لمسه لكي يظهر بأنه ألسيد ويشفي كألسيد بسلطان وأن يده لا تتدنس من ألبرص وبل طهر ألجسد ألأبرص بلمسة يده ألمقدسة ولكي يعلن بأن كل شيء طاهر للطاهرين، وأن دنس ألإنسان لا يلصق بغيره ولا ينجس ألقلوب ألطاهرة، لكي لا نخاف أن نقترب ونحب ألخطاة ونساعد في إنقاذهم من الخطيئة ، ولمسة أليد تشير إلى شخص ألإبن ألذي صار مثلنا ومعنا( وألكلمة صار جسداً وحل بيننا) وتلامسنا روحياً وجسدياً وحتى نتقبلها فينا ونتوحد معها في ألقربان ألمقدس.
إفرحوا يا أحبائي وثبتوا رجاءكم فألرب أقرب إلينا مما نعتقد أو نتصور، وهو يحبنا أكثر مما نحب أنفسنا، وفعل وسيفعل كل شيء لخلاصنا، إنه معنا فمن يقدر علينا مد يدك وتقبل ألنعمة ألسماوية ،أمين.
القس مايكل باروتا